×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 234] فدلَّ على أنه لو خالفت المرأة الآداب الشرعية أن على وليها جناحًا وإثمًا؛ لأنه مسئول عنها ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ [النساء: 34].

﴿فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ [البقرة: 234]، هذا القيد.

﴿وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ [البقرة: 234]، هذا ختام للآية، مثل ما ختم الآية التي قبلها ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ[البقرة: 233].

وهنا قال: ﴿خَبِيرٞ [البقرة: 234] يعلم سبحانه، الله خبير، وعليم، ورقيب، وحسيب، عز وجل، لا يخفى عليه شيء من أحوال عباده، وسيحاسبهم ويجازيهم يوم القيامة.

فيجب على المسلم والمسلمة أن يراقبا الله عز وجل، وأن يخافا منه، وأن يعلما أن الله لا يخفى عليه شيء، وأنه خبير بأحوال عباده لا يخفَون عليه، ولو حاولوا الاستتار عن الناس، وحاولوا الاستتار عن الخلق، فإنهم لا يستترون عن الخالق عز وجل؛ فإنه خبير بعباده، وعليم بعباده، وبصير، لا يخفى عليه شيء. فعلى المسلم والمسلمة مراقبة الله.

وبمناسبة ذكر الإحداد، عَرَفنا أن الإحداد للنساء، الإحداد واجب على المتوفَّى عنها زوجها.

ويباح للمطلقة أيضًا في عدة الطلاق، يباح لها الإحداد، وليس واجبًا عليها. أما المتوفَّى عنها فيجب عليها الإحداد.

أما غير الزوجة فلا يجوز، الإحداد للنساء، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ الزَّوْجَة أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1280)، ومسلم رقم (1486).