ونأخذ
أيضًا من قوله تعالى: ﴿وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ﴾ [البقرة: 233] أن رضاع الأم خير للطفل من رضاع غير
الأم.
رضاع
الأم خير للطفل من رضاع غيرها؛ لأن الله خَلَق فيها هذا اللبن للطفل، ويكون
مناسبًا للطفل أنسب من رضاع امرأة أخرى. ومن باب أَوْلى أنسب من رضاع لبن البهائم،
أنسب من لبن البهائم، حليب البهائم، سواء كان سائلاً أو مجففًا.
وفي
زماننا الحاضر فرطت كثير من النساء في أولادها؛ فصارت لا ترضع،
بحجة أنها مشغولة، أو أنها موظفة، أو أنها لها أعمال ولا تتفرغ، فصار الطفل يُسقى
من حليب البهائم بواسطة الرضاعة.
وهذا
ضرر عظيم على الأطفال، والأطباء الآن يعقدون مؤتمرات في بيان أن هذا ضرر على
الأطفال، وأن لبن الأمهات أنسب للأطفال، فلا يصار إلى غير لبن
الأمهات إلا عند الضرورة، إذا كانت الأم ما فيها لبن، إذا كانت الأم ما فيها لبن
فإنه يُعْدَل إلى مرضعة من النساء، ولا يُعْدَل إلى الحليب المجفف أو الحليب
السائل من البهائم.
وأيضًا
قالوا: إنه ينبغي أن يُختار للطفل المرضعة الدَّيِّنة الكريمة
في أخلاقها. ولا يُسترضع له الشوهاء أو مَن فيها عاهات أو سيئة الخُلُق أو سيئة
الدين؛ لأن هذا يؤثر على الطفل. هذا في الآدميات، فكيف بلبن البهائم؟! لبن البهائم
لا يتناسب مع الطفل؛ لأن الله خَلَق لبن البهائم للبهائم لأولادها، وخَلَق لبن
الآدميات للآدميين، كلٌّ له ما يناسبه.
﴿لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودٞ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ﴾ [البقرة: 233].