×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 الناس أيضًا، فإذا أعطاها شيئًا من المال جَبَر ذلك من خاطرها وأَعَزَّها، فيعطيها شيئًا من المال قليلاً كان أو كثيرًا.

﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ [البقرة: 236] وهو الغنيُّ ﴿قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ [البقرة: 236] وهو الفقير ﴿قَدَرُهُۥ كلٌّ بحَسَب حاله.

فالغني يعطيها ما يشاء من المال، والله وَسَّع عليه، فيبذل لها ما يَجبر خاطرها، ويواسي مصيبتها.

والمقتر - وهو الفقير - يعطيها بقدر ما يستطيع، من ثوب أو حُلِيٍّ أو نقود، أو غير ذلك، بحَسَب ما يستطيع، ﴿وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ [البقرة: 236].

وهذا من رحمة الله، أته لا يُكلِّف الإنسان ما لا يطيق ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاۚ [الطلاق: 7].

﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ [البقرة: 236].

ثم قال جل وعلا: ﴿مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ [البقرة: 236]، هذا مصدر، قال في الأول: ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ [البقرة: 236]، ثم قال: ﴿مَتَٰعَۢا [البقرة: 236] وهذا مصدر، مصدر «مَتَّع يُمَتِّع مَتَاعًا»، أي: هذا الذي تعطونهن إياه متاع بالمعروف، يعني: يَرجع إلى ما يتعارفه الناس في كل بلد بحَسَبه.

وليس لهذا المتاع حَدٌّ محدود، بل هو يُرجع فيه إلى عُرْف البلد وعُرْف الناس، فيعطيها ما يَجبر خاطرها، ويواسي مصيبتها في الطلاق، ويُطيِّب نفسها.

فدين الإسلام دين التعامل الحسن؛ لأن هذا عقد جرى بينك وبينها، وأولياؤها أكرموك وعَقَدوا لك عليها، وهي انقادت ورضيت بك. فليس


الشرح