وفيه
حَثُّ مَن صدر منه شيء من المخالفات الظاهرة أو الباطنة - أن يبادر بالتوبة، ويطلب
من الله المغفرة، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ﴾
[طه: 82].
فالله
جل وعلا يغفر لمن تاب واستغفر بصدق وإيمان، يغفر الله له،
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ
ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].
لمَّا
ذَكَر سبحانه أنه يعلم ظواهرنا وبواطننا، حَثَّنا على التوبة مما يَصدر منا من
المخالفات، ولم يغلق الباب علينا، بل فتح لنا باب التوبة.
باب
التوبة مفتوح - ولله الحمد - بالليل والنهار، يَنزل ربنا جل وعلا إلى سماء الدنيا
كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخِر، فيقول: «هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ
-فَيَتُوبَ اللَّهُ- عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ
سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟» ([1]).
فباب
التوبة مفتوح، ولا يغلق إلا عند الموت، فإذا بلغت الروح الحلقوم أُغْلِق باب
التوبة.
فمَن
تاب وهو يُحتضَر وبلغت روحه إلى حلقومه - حشرجت في صدره - لا يُقبل منه توبة
حينئذٍ، «إِنَّ الله يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» ([2])،
أي: تبلغ روحه الغرغرة.
والموت لا تدري متى ينزل، ﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ﴾ [لقمان: 34].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).