فالموت
لا تدري متى ينزل، ولعله قريب، ينزل بغتة، فكن على استعداد، حاسِب نفسك، تُبْ إلى
الله عز وجل، حتى إذا جاءك الموت إذا أنت على أحسن حال. وأما أن تُغفل، وأن تُهمل،
وأن تؤجل التوبة، فربما يأتي الموت ويَحُول بينك وبين ما أجلت وما أمهلت.
﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ﴾
[البقرة: 235]، يغفر لمن تاب واستغفر مما حصل منه، من المخالفة في أحكام الطلاق أو
أحكام العدة وفي غير ذلك من المخالفات، ومن الأسرار والنيات والخواطر التي تأتي في
قلب الإنسان.
فعليك
بالتوبة؛ فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها.
﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ﴾،
هذا اسم من أسمائه سبحانه، أنه غفور وغفار، أي: كثير المغفرة، ﴿حَلِيمٞ﴾: لا يعجل سبحانه وتعالى، لا يعجل على المذنب ويؤاخذه
ويعاقبه بسرعة، وإنما يمهله لعله يتوب، لعله يرجع، هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى،
أنه لا يؤاخذ المذنب إلا بعد أن يمهله ويعطيه فرصة للتوبة والمراجعة، هذا من
حِلْمه سبحانه وتعالى.
لكن
لا تغتروا بحلم الله عز وجل؛ فإن الله حليم، لكنه شديد العقاب.
وقد
يكون الإمهال استدراجًا للإنسان ليَتَجَارى في الذنوب وتثقل عليه السيئات.
فالإمهال
قد يكون رحمة من الله للمؤمن من أجل أن يتوب، وقد يكون استدراجًا للإنسان الذي لا
يبالي، ولا يحاسب نفسه، فإن الله يستدرجه.
﴿فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ ٤٤ وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ﴾ [القلم: 44، 45].