يُصلون، وتركناهم وهم
يُصلُّون ([1])
فلذلك سميت العصر بالصلاة الوسطى، وهذا مما يدل على فضلها.
ومعنى
﴿حَٰفِظُواْ عَلَى
ٱلصَّلَوَٰتِ﴾ [البقرة: 238]: ما هي
المحافظة؟
المحافظة
ضد الإضاعة، فالذي لا يحافظ على الصلوات مضيع لها.
قال
تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ
ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا﴾ [مريم: 59-60].
فيقابل
المحافظة على الصلوات إضاعتها، فالإنسان لا يخلو إما أن يكون محافظًا على الصلوات،
وإما أن يكون مُضيِّعًا لها.
﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ﴾
[البقرة: 238]، والمراد: المحافظة على مواقيتها، بأن تُؤدَّى في مواقيتها.
ما
المقصود أنك تصلي فقط! أن تُصلِّي متى شئت على أي صفة!
لا،
المقصود أن تُصلِّي كما أمرك الله جل وعلا، أن تُؤدِّي الصلاة كما أمرك الله جل
وعلا، والله أَمَر أن تُؤدِّى الصلاة في مواقيتها، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ
عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103].
فالذي
يُؤخِّر الصلاة عن وقتها من غير عذر لا تُقبل منه؛ لأنه لم
يُصلِّ الصلاة التي أمره الله بها. لكنه صلى صلاة مخالفة للذي أَمَر الله به.
فالذي
يُؤخِّر الصلاة عن وقتها من غير عذر، ينام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، ولا يصلي
إلا الضحى - هذا لا تُقبل منه صلاته.
وكذلك الذي ينام عن صلاة العصر؛ لأن بعض الناس الآن لمَّا جاء
([1]) أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632).