×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 الدوام الوظيفي أو التجارة أو غير ذلك - يشتغلون إلى أن يقرب وقت العصر، ثم يأتون إلى بيوتهم ويأكلون ويشربون، ثم ينامون، ينامون عن صلاة العصر، ولا يُصلُّونها إلا بعد غروب الشمس.

بل إن بعض الناس بلغ به الأمر إلى أن يسهر طول الليل على الفضائيات، وعلى القيل والقال، والضحك، ثم ينام جميع النهار، ولا يصلي لا الفجر ولا الظُّهر ولا العصر، ويقوم بعد المغرب فيصلي الصلوات بعد المغرب. هذا لا تُقبل منه صلواته؛ لأنه لم يُصلِّ كما أمره الله عز وجل، وإنما صلى على حَسَب هواه، فالصلاة لا تُقبل إلا في وقتها.

ولمَّا سُئل صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَة فِي وَقْتِهَا» ([1])، ما فيه أفضل من الصلاة في وقتها.

فالذي يريد أن يؤدي الصلاة ويحافظ عليها، يؤديها في أوقاتها، ولا ينشغل عنها لا بنوم ولا بغيره.

وكذلك من المحافظة على الصلوات أن تؤدى في الجماعة، في المساجد، في بيوت الله عز وجل.

ولا يؤديها الإنسان في بيته أو في متجره أو في سوقه. لماذا بُنيت المساجد؟

قال الله جل وعلا: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ [النُّورَ: 36- 38].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (527)، ومسلم رقم (85).