فتُؤدَّى
الصلاة في المساجد مع المسلمين.
ولهذا
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ
لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ» قِيلَ: وَمَا الْعُذْرُ؟، قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ
مَرَضٌ» ([1]).
فالذي
يَقْوَى على الصلاة في المساجد - لا يسعه أن يصلي في غيرها، ولا يسعه أن يصلي
منفردًا ويترك الجماعة.
فهناك
أمران: الأمر الأول: الجماعة. الأمر الثاني: المسجد.
لماذا
بُنيت المساجد وأنفق عليها، ورُتب عليها الموظفون من الأئمة والمُؤذِّنين
والفرَّاشين؟ وصُرفت فيها الأموال؟ أليس لأجل أن تكون بيوت عبادة وصلاة، وذِكر
لله، وطلب علم، بيوت النور، وبيوت العبادة، وبيوت مجتمع الناس المسلمين والملائكة،
فهي بيوت الله عز وجل.
والذي
يتردد عليها تُكتب له خطواته، ذَهابًا وإيابًا، كل خطوة يمشيها يرفعه الله بها
درجة، ويَحطُّ عنه بها خطيئة، كل خطوة فيها حسنة، وفيها محو خطيئة.
وقال
صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ
بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2]).
فمن المحافظة على الصلاة أداؤها في المسجد مع الجماعة، وألا ينفرد الإنسان عن الجماعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شَبَّه الذي ينفرد عن الجماعة بالشاة التي تشذ عن الراعي، يأكلها الذئب، الشاة إذا انفردت عن الجماعة وعن الراعي يأكلها الذِّئب.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (551)، وابن ماجه رقم (793).