×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وقوله: ﴿وَٱللَّهُ عَزِيزٌ، هذا فيه تخويف من عزته سبحانه وتعالى للذين يتساهلون في أحكامه، فإنهم يتساهلون في أحكامِ قويٍّ لا يغالبه شيء، شديد الانتقام.

فعلى المسلم أن يتقي الله جل وعلا في أحكامه وفي تشريعاته، فيمتثل ما أمره الله به، ويجتنب ما نهاه عنه؛ لأن الذي أَمَره عزيز لا يُغالَب سبحانه وتعالى، عزيز ذو انتقام.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ [البقرة: 241].

سبق في الآيات التي قبل هذه قوله تعالى: ﴿لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٢٣٦ وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةٗ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة: 236، 237].

فإن طَلَّق قبل الدخول: فإن كان سَمَّى للمُطلَّقة مهرًا فلها نصفه، والباقي يرجع إليه. وإن لم يُسمِّ لها مهرًا فإنه يمتعها، بمعنى أنه يعطيها شيئًا من المال؛ جبرًا لخاطرها وتكريمًا لها، يعطيها شيئًا من المال على حَسَب عُسْره ويُسْره، ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ [البقرة: 236]،﴿عَلَى ٱلۡمُوسِعِ: وهو الغَنِي، ﴿وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ [البقرة: 236]: وهو الفقير، كلٌّ بما يستطيع.

وفي هذه الآية: ﴿وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ: هذا لفظ عامٌّ، أي: في جميع المُطلَّقات المدخول بهن وغير المدخول بهن.


الشرح