×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 القرآن بعضه ببعض، ويقولون: ﴿ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ، المحكم والمتشابه. فلا يعتمدون على المتشابه، بل يَرُدُّونه إلى المحكم، ويفسرونه بتقييد المطلق وبيان المجمل وتوضيح المشكل.

فالقرآن فيه بيان. وإذا لم يوجد البيان في القرآن ففي السُّنة، سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتوضحه وتدل عليه؛ لأن الله عز وجل وَكَّل بيان القرآن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44]، فإذا لم يوجد تفسير للآية في القرآن، ففي سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ [البقرة: 242]، فالقرآن بَيَّنه الله بيانًا شافيًا، إما بأن يُفسِّره بعضه ببعض، وإما بأن يُفسِّره الرسول صلى الله عليه وسلم في السُّنة.

فالقرآن - ولله الحمد - بَيِّن وواضح، لكن للذين يتدبرون القرآن ويتعلمون.

ولهذا قال أحد الصحابة: كنا لا نتجاوز عَشْر آيات، حتى نتعلم معانيهن والعمل بهن. قال: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل.

تَعَلَّمنا القرآن بحفظه، وتَعَلَّمنا العلم بمعرفة معانيه وتفسيره، والعمل به.

هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم !! ما يقرءون القرآن مجرد مرور على الآيات وحفظ للآيات، أو ترتيل فقط. لا، بل يتدبرون القرآن، ويسألون عن معانيه ويتدارسونه؛ حتى يقفوا على معناه، ثم يعملون به.

هذه طريقة أهل العلم مع القرآن الكريم.


الشرح