فهذه
شريعة مستقرة من عهد بني إسرائيل إلى نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فالذين
في وقتنا هذا يُخِلون بهذا الأمر، كل منهم يريد أن يذهب للجهاد بدون أمر ولي الأمر
الذي هو تحت ولايته!!
إن
هذه فوضى وخلاف ما شرعه الله سبحانه وتعالى، ولا تؤدي إلى نتيجة، هذه فوضى لا تؤدي
إلى نتيجة، بل تؤدي إلى ضرر بالمسلمين كما هو الحاصل.
[البقرة: 246].
﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ
مَلِكٗاۚ﴾ [البقرة: 247] انظر، ما
قال: «أنا اخترت لكم» بل قال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكٗاۚ﴾ فهذا من الله سبحانه وتعالى،
وكان الواجب عليهم أن يمتثلوا. حتى ولو كان هو الذي اختاره نبيهم، تجب عليهم طاعة
النبي عليه السلام. لكن اختاره الله من أجل أن يقطع مغالطتهم وكبرياءهم.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ﴾
[البقرة: 247] أي: أرسل ﴿لَكُمۡ
طَالُوتَ﴾ [البقرة: 247] وهذا اسم رجل
من بني إسرائيل ﴿مَلِكٗاۚ﴾ [البقرة: 247] يعني: قائدًا
في القتال.
وكان
في بني إسرائيل المُلْك في سِبْط من أسباطهم، والرسالة في سِبط آخر؛ لأنهم كما قال
الله عز وجل: ﴿وَقَطَّعۡنَٰهُمُ
ٱثۡنَتَيۡ عَشۡرَةَ أَسۡبَاطًا أُمَمٗاۚ﴾ [الأعراف: 160].
لأن
أولاد يعقوب عليه السلام - الذي هو إسرائيل - اثنا عشر، كل ابن من أبناء يعقوب صار
له ذرية يُسمَّون الأسباط، وكان فيهم ملوك وفيهم أنبياء، المُلْك في سِبط - يعني
في قبيلة - والنُّبوَّة في قبيلة أخرى.
فلما اختار الله طالوت - وهو لم يكن من بيت مُلْك عندهم -