×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 تَعَجَّبوا؛ ولذلك قالوا: ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ [البقرة: 247]، كيف استحق أن يكون مَلِكًا، وهو ليس من بيت مُلك؟!

هذا أول اعتراض حصل منهم. واعتراض على ماذا؟ على ما اختاره الله سبحانه وتعالى !! فهذا مما يدلكم على تعنُّت بني إسرائيل، ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ.

الاعتراض الثاني: ﴿وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةٗ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ [البقرة: 247]، يعني: أنه فقير، فهو ليس من بيت مُلْك، وأيضًا هو فقير. وهم يحتقرون الفقراء. وإنما ينظرون إلى الأغنياء؛ لأن نظرتهم دنيوية مادية، لا ينظرون إلى دِين الرجل وعلاقته بالله سبحانه وتعالى. وإنما ينظرون إلى المادة والمال!! ﴿وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةٗ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ.

فرَدَّ نبيهم عليهم بقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 247]، اختاره، ما كان لكم حق الاعتراض، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ، وما دام الله اصطفاه - وهو أعلم سبحانه وتعالى - فإنه يستحق. لا يمكن أن يختار الله رجلاً لا يستحق. هذا طعنٌ في اختيار الله عز وجل !!

ولكن هذا لا يُستغرب على بني إسرائيل، وما زالوا على هذا التنطع والاعتراضات الباردة، ما زالوا على هذا الخُلُق الذميم.

﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ، ما دام الله اصطفاه فليس لأحد كلام. الواجب عليكم السمع والطاعة.

هذه ميزة، اصطفاء الله له.

الميزة الثانية: ﴿وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ [البقرة: 247].

﴿وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ، يعني: سَعة في العلم، عنده علم


الشرح