×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 واسع. والعالم أفضل من الجاهل، والعالم يجب احترامه والاستفادة منه ومن علمه. فهو عنده علم واسع ليس عند بني إسرائيل، فهو أفضلهم علمًا.

فهذا فيه منزلة العلم، وأن العالِم له منزلة عند الله عز وجل وعند المؤمنين، يحترمونه ويستفيدون منه ويقتدون به، إذا كان عالمًا عاملاً بعلمه، عالمًا ربَّانيًّا، فله الفضل على غيره.

﴿وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ [البقرة: 247] أعطاه الله جسمًا قويًّا.

فهذا من مؤهلات القيادة: العلم والجسامة، فإن طالوت كان قوي الجسم مرتفع القامة. وهذا مما يمتاز به؛ لأن الحرب تحتاج إلى قائد قوي، قوي في جسمه وقوي في علمه ورأيه وتدبيره.

وهذه صفات متوفرة في هذا المَلِك الذي اختاره الله عز وجل.

أما ضعيف الجسم، فهذا لا يصلح للقيادة؛ لأنه لا يقوى على خوض المعارك. وأيضًا: لا يصمد أمام الحروب.

أما إذا كان قويًّا في جسمه قويًّا في رأيه، فهذا هو الذي يصلح للقيادة. وهذا متوفر في طالوت.

﴿وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ، وقَدَّم العلم لأن العلم هو الأساس. قَدَّم سَعة العلم على سَعة الجسم. فإذا اجتمع الأمران: سَعة العلم وسَعة الجسم، تمت فيه ميزات القيادة.

فالذي عنده قوة جسم وليس عنده علم لا يصلح للقيادة. والذي عنده علم وليس عنده قوة جسم ورأي لا يصلح للقيادة. لا بد أن تتوفر في القائد هذه الصفات، ﴿وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ [البقرة: 247].


الشرح