ثم
قال: ﴿وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ﴾
[البقرة: 247]، أنتم تقولون: «المُلْك خاص ببيت من بيوت بني إسرائيل» لا، المُلْك
بيد الله عز وجل، يعطيه من يشاء، كما قال الله عز وجل: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ
وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن
تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران:
26].
فالمُلْك
لله يؤتيه مَن يشاء ممن يقوم بأمر الله، ويقود الناس إلى عبادة الله وإلى الدين،
ولا يعلم هذه الصفات في الخَلْق إلا الله عز وجل، فهو الذي يختار لها من عباده مَن
تتوفر فيه الصفات المَلَكية.
﴿وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ﴾
[البقرة: 247]، هذا جواب عن اعتراضهم؛ لقولهم: ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ
بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ﴾ [البقرة:
247]، كأنهم يملكون هذا الشيء، كأنه مِلْك لهم لا يتغير!! لا، هذا بيد الله سبحانه
وتعالى، يؤتي المُلْك مَن يشاء، وينزع المُلْك ممن يشاء، بحَسَب حكمته سبحانه
وعِلْمه بما يَصلح للعباد.
﴿وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾
[البقرة: 247]، هذا أيضًا جواب آخر أوسع، ﴿وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾
[البقرة: 247]، واسع الفضل سبحانه وتعالى ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ﴾ [آل عمرانَ: 73].
فالله
واسع الفضل، لا يقصر فضله على طائفة أو على بيت أو على بشر واحد، بل فَضْله يؤتيه
من يشاء سبحانه وتعالى.
وأيضًا:
هو عليم، واسع العلم، يضع الأمور في مواضعها التي تستحقها، ما
يضع الأمور في المواضع التي لا تصلح، لا يضع الأمور إلا في المواضع التي يعلم
سبحانه أنها صالحة.
فلا اعتراض على اصطفاء الله واختياره سبحانه وتعالى. وليس المُلْك مِلْكًا