×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 لأحد مُعيَّن لا يزول عنه أبدًا، أو لبيت مُعيَّن لا يزول عنه أبدًا. بل هذا بيد الله سبحانه وتعالى ﴿يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ [البقرة: 247]، لا اعتراض على الله سبحانه وتعالى.

﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ [البقرة: 248] أيضًا ﴿إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ [البقرة: 248] الآية: هي العلامة الدالة على الشيء ﴿إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أي: علامة مُلْكه ﴿أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُۚ[البقرة: 248].

﴿أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ «التَّابُوتُ »: هو الصندوق. وكان عندهم صندوق من عهد موسى عليه السلام، فيه شيء من آثار موسى عليه السلام، وكان هذا الصندوق عند بني إسرائيل يحتفظون به، وينتفعون من ورائه. فسلبه منهم عدوهم، سلبه الكفار منهم وأخذوه، أخذوا هذا التابوت الذي كان عندهم يحتفظون به ولهم انتفاع به، سلبه عدوهم. ثم إن الله رَدَّه عليهم، رَدَّه على هذا المَلِك الذي هو طالوت، رَدَّه عليه.

﴿أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ [البقرة: 248]، والسكينة هي الطُّمأنينة. فإذا كان عندهم هذا الصندوق صار عندهم طُمـأنينة وهدوء؛ لأن هذا الصندوق فيه خاصية جعلها الله فيه.

﴿وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ [البقرة: 248]، أي: موسى وهارون عليهما السلام، كما ذُكر أن فيه شيئًا من ألواح التوراة التي كتبها الله بيده، وأعطاها لكليمه موسى عليه السلام. وفيه عصا موسى عليه السلام، التي كان يَضرب بها الحجر فينفجر، ويَضرب بها البحر فيتجمد.

فرَدَّه الله على هذا المَلِك، فدل على أنه مَلِك. فهذه آية على صحة مُلْكه.


الشرح