×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الله جل وعلا لا ينام أبدًا؛ لأن النوم نقص في الحياة، فلا يأخذه نُعاس، وهو النوم الخفيف، ﴿وَلَا نَوۡمٞۚ وهو النوم المستغرق.

وإنما هذا من صفات المخلوقين الناقصين، والله منزَّه عن النوم، منزَّه عن النعاس جل وعلا.

﴿لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ [البقرة: 255]، هذا نفي للنقص عن الله جل وعلا.

﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ [البقرة: 255]، هذا إثبات.

له ما في السموات من المخلوقات، السموات العلى المبنية، وما فيها من الخلائق، وما فيها من الكواكب، وما فيها من الخلق الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فهو مِلْك له.

وله ما في الأرض من المخلوقات على اختلاف أنواعها وتعدد أشكالها، كلها مِلْك لله جل وعلا.

وهذا من غناه جل وعلا، وكمال ملكه، ﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ، خَلْقًا ومِلْكًا وعبيدًا له وحده سبحانه وتعالى، لا يشاركه فيها أحد، بيده الملك، وهو على كل شيء قدير.

والمخلوق إذا مَلَك شيئًا فمِلْكه مؤقت، والله هو الذي مَلَّكه إياه؛ ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 26]، فالمُلْك مُلْكه سبحانه، يؤتي مُلْكه من يشاء.

﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦ [البقرة: 255].

﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ هذا إثبات، ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦ [البقرة: 255] هذا نفي، أي: لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه.


الشرح