×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فلا بد أن يأذن للشافع أن يشفع. ولا بد أن يكون المشفوع ممن يَرضى الله قوله وعمله، وهو المُوحِّد، المؤمن الموحد الذي عنده ذنوب، فيستحق دخول النار بذنوبه التي دون الشرك، فهذا يشفع فيه الشافع بإذن الله عز وجل.

فالشفاعة الصحيحة لها شرطان:

الشرط الأول: أن تكون بإذن الله.

الشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل الإيمان. وأما الكافر فلا تُقبل فيه الشفاعة، ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ[غافر: 18]، ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48]، فالكفار لا تُقبل فيهم شفاعة، إنما الشفاعة تكون في أهل الإيمان، وتكون بإذن الله سبحانه وتعالى.

﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ [البقرة: 255]، هذا إثبات العلم لله جل وعلا، ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ.

﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ: يعني ما مضى، يعلم ما مضى، ﴿وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ [البقرة: 255]: يعني المستقبل. فالله يعلم ما كان وما يكون، يعلم الماضي ويعلم المستقبل ويعلم كل شيء، سبحانه وتعالى، فعِلْمه كامل ليس فيه نقص.

﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ [البقرة: 255]، لا أحد يطَّلع على علم الله إلا مَن عَلَّمه الله، الملائكة يقولون: ﴿سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ [البقرة: 32].

﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ [البقرة: 255]، إلا ما شاء جل وعلا لخلقه أن يطلعهم عليه من العلم من الغيب.


الشرح