×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَستأذن الرب سبحانه وتعالى، كما يَستأذن محمد أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم في أن يشفع لأهل الموقف.

﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ وهذا شرط من شروط صحة الشفاعة عند الله، الإذن من الله.

والشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه ممن يَرضى الله قوله وعمله، وهو المؤمن.

فالكافر لا يَقبل الله فيه شفاعة، قال تعالى: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48]، ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ [غافر: 18]، فالكافر ليس فيه شفاعة أبدًا، ولا يَقبل الله فيه الشفاعة.

إنما الشفاعة للمؤمن العاصي الذي يستحق دخول النار، فيَستأذن الشافع ربه ويدعو له أن يخلِّصه الله من النار وأن لا يعذبه، يَقبل الله الشفاعة فيه؛ لأنه مسلم.

الشفاعة الصحيحة لها شرطان:

الشرط الأول: إِذْن الله للشافع أن يشفع ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255].

والشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل الإيمان وليس كافرًا. يكون مؤمنًا، قد ارتكب شيئًا من الكبائر دون الشرك، ويستحق دخول النار، فيشفع فيه الشافع بإذن الله، فيعفو الله عنه ولا يُدخله النار.

هذه هي الشفاعة المثبتة الصحيحة. أما الشفاعة المنفية فهي التي تطلب من غير الله؛ كالأموات والأحجار والأشجار. هذه منفية؛ لأن هؤلاء لا يملكون الشفاعة ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ


الشرح