×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [الزمر: 43، 44].

فالشفاعة مِلْك لله تُطلب منه سبحانه وتعالى. فالشفاعة الصحيحة ما توفر فيها شرطان:

الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.

الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد، لكن عنده شيء من المعاصي التي يستحق بها العذاب. قال تعالى: ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ [الأنبياء: 28]، ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ: يعني الملائكة، ﴿إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ [الأنبياء: 28] وهو المؤمن. أما الذي لا يرتضيه وهو الكافر، فهذا لا يشفع فيه أحد، لا الملائكة ولا غيرهم.

قال سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ [النجم: 26]، هذه فيها الشرطان:

الشرط الأول: أن يأذن الله.

والشرط الثاني: يَرضى عن المشفوع فيه، بأن يكون من أهل الإيمان ومن عصاة المؤمنين. هذا هو الذي يَقبل الله فيه الشفاعة يوم القيامة.

فينبغي معرفة هذا؛ لأن الشفاعة ضلَّ بسببها كثير من الخلق، فصاروا يطلبونها من غير الله، يطلبونها من القبور ومن الأموات ومن الأضرحة ومن الجن ومن الشياطين. هذا حرام ولا يجوز. ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [يونس: 18]، فسَمَّى هذا شركًا ونَزَّه نفسه عنه سبحان الله وتعالى عما يشركون.

فلا تُطلب الشفاعة من الأموات ولا من الأضرحة ولا من الأشجار


الشرح