أما
الكهنة والمنجِّمون والسحرة، فهؤلاء كذَّابون لا يعلمون الغيب. ومَن صَدَّقهم صار
مثلهم؛ مَن صَدَّق الكهنة والمنجمين والسحرة في علم الغيب فهو كافر، كافر مثلهم.
لأنه
لا يعلم الغيب إلا الله أو مَن أطلعه من رسله على شيء من الغيب، الرسول ما يعلم
الغيب ﴿وَلَوۡ كُنتُ
أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ﴾ [الأعراف: 188] فالرسول ما يعلم الغيب من ذاته، وإنما
يعلم شيئًا من الغيب أطلعه الله عليه.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ﴾
[البقرة: 255] الكرسي مخلوق من المخلوقات، وقد جاء في الحديث أنه موضع القدمين،
وهو غير العرش، العرش أعظم من الكرسي، وقد جاء في الحديث أن السموات والأرض
بالنسبة للكرسي كسبعة دراهم أُلقيتْ في تُرْس -يعني في صحن - ما نسبة الدراهم من
الصحن؟ نسبة ضئيلة، والكرسي بالنسبة للعرش كالحَلْقة في الفلاة، كالحَلْقة، الحلقة
الصغيرة تجدها في فلاة من الأرض ما نسبتها؟ نسبتها ما هي شيء، ضئيلة، فالكرسي على
سَعته وعظمته بالنسبة للعرش مثل الحَلْقة في الفلاة، لا إله إلا الله!!
والله عز وجل فوق العرش، العرش هو أعظم المخلوقات وهو سقف المخلوقات، أولاً الأرض، ثم ما بين السماء والأرض، ثم السموات السبع، ثم فوق السموات بحر -البحرالمسجور-، بحر فوق السموات، ثم فوق البحر الكرسي، ثم فوق الكرسي العرش، ثم فوق العرش الله ربِّ العالمين سبحانه وتعالى لا إله إلا هو جلت عظمته وتقدست أسماؤه سبحانه وتعالى، ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ﴾ إذا كان هذا الكرسي فكيف بالعرش؟ العرش أعظم.