×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يَ‍ُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ [البقرة: 255] أي: لا يَكرُثه ولا يُثقله سبحانه ولا يشق عليه - حفظ السموات والأرض ومَن فيهن والقيام عليهن، لا يُثْقِل الله عز وجل ﴿۞إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا [فاطر: 41]، لو زالتا ما أحد يمسكهما غير الله عز وجل.

﴿وَلاَ يَؤُودُهُ [البقرة: 255] يعني: لا يتعبه ولا يشق عليه ﴿حِفۡظُهُمَاۚ [البقرة: 255] أي: حِفظ السموات والأرض ومَن فيهن، فهو القائم على خلقه سبحانه وتعالى، يدبر ويرزق ويخلق ويعطي ويمنع، هذا بالنسبة لله سهل ويسير، لا يشق عليه سبحانه وتعالى.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ [ا لبقرة: 255] هذه آخر جملة من الجمل العشر، وهي من جمل الإثبات.

﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ أي: المرتفع على خلقه، العلي فوق مخلوقاته، كما قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ [الأنعام: 18]، ﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ [البقرة: 255] العلي بذاته سبحانه فوق مخلوقاته ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً [الأنعام: 61]، فالله عز وجل فوق عباده، مستوٍ على عرشه.

هذا فيه إثبات العلو لله عز وجل، وهو صفة من صفاته الذاتية الدائمة المستمرة؛ أنه فوق مخلوقاته سبحانه وتعالى ومستوٍ على عرشه، فله العلو المطلق: علو الذات، وعلو القَدْر، وعلو القهر. العلو له ثلاثة معانٍ: علو الذات، وعلو القَدْر، وعلو القهر، كلها ثابتة لله عز وجل.

﴿ٱلۡعَظِيمُ[البقرة: 255] الذي لا أعظم منه، الله أكبر، أي: الله أكبر وأعظم وأَجَلّ من كل شيء سبحانه وتعالى.


الشرح