×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 والأحجار، جميع ما في الكون - هو مِلْك لله عز وجل، هو المالك لكل شيء ﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ [البقرة: 255]، لا أحد يشارك الله في هذه المِلْكية.

الله هو الذي يُمَلِّك عباده بعض الأشياء مِلْكًا مؤقتًا، أنت الآن تملك بيتًا، تملك سيارة، تملك دراهم؛ لكن هذه مِلْكية من الله، الله هو الذي أعطاك إياها. ثم أيضًا هي تزول، ما تدوم لك، وأنت لا تدوم لها. أما ملك الله عز وجل فإنه باقٍ ومستمر لا يزول.

﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ «ما»: اسم موصول يعم كل ما في السموات وما في الأرض.

﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ [البقرة: 255] وهي العوالم العليا في السموات السبع، وفيها من الخلق ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى سكان عمار.

﴿وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ [البقرة: 255] من جميع الكائنات التي في الأرض، سواء كانت حية متحركة أو جامدة، كلها لله عز وجل، هو الذي يملكها، وهو الذي يسخرها، وهو سبحانه وتعالى ﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ [البقرة: 255].

﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255] الشفاعة هي التوسط للمحتاج عند مَن عنده حاجته، توسُّط للمحتاجين لقضاء حوائجهم عند مَن يملكها. هذه هي الشفاعة.

سُميت شفاعة لأن صاحب الحق أو صاحب الطلب كان منفردًا، فلما جاء معه الواسطة صارا شفعًا بعد أن كان فردًا في طلبه، انضم إليه الشافع، انضم إليه الواسطة فصارا اثنين، صاحب الطلب والواسطة صارا شفعًا بعد أن كان فردًا. هذه هي الشفاعة في اللغة، والشفاعة تكون عند الله وتكون عند المخلوقين.


الشرح