إذا
كنت تزعم أنك رب وأنك تدبر المُلْك، فالله جل وعلا يأتي بالشمس من المشرق، تخرج
الشمس بازغة من المشرق ثم تسير في الفلك حتى تغرب، فاعكس أنت هذا إن استطعت، فأتِ
بها من المغرب!!
﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾
[البقرة: 258] لم يستطع الإجابة وافتضح أمام الناس، ما يمكن أن يقول: أنا آتي بها
من المشرق. لا يمكن أن يراوغ، فألجأه إبراهيم عليه السلام إلى حُجة قاصمة لظهره
وبُهت عندها، ولم يستطع جوابًا وافتضح أمام الملأ، وبان طريقه وبهرجه.
فهذا
طاغوت سقط - والحمد لله - أمام الحجة والبرهان.
﴿فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ﴾ كَفَر
بربه عز وجل، والكفر هو الجحود، أي: أنكر وجود الله عز وجل.
ثم
قال جل وعلا: ﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [البقرة: 258]، هذه قاعدة أن الله لا يهدي من لا يريد
الهداية، وإنما يريد الهوى. الله جل وعلا لا يهدي مَن يتبع هواه، ولا يريد الهداية
بعد ما عَرَف الحُجة وعَرَف البرهان.
إنما
الله جل وعلا يهدي من يرغب في الهداية ويطلب الهداية، فهذا يهديه الله جل وعلا.
أما الذي لا يرغب في الهداية فإن الله يحرمه منها عقوبة له.
وهذه
قاعدة في كل أصحاب الأهواء الذين لا يريدون اتباع الأدلة، وإنما يريدون أن يتبعوا
أهواءهم.
قال
تعالى: ﴿فَإِن
لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ
وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[القصص: 50].
هذه قاعدة تكررت في القرآن، أن الذي لا يرغب في الهداية ولا يريدها، ولا يقتنع بالبراهين وإنما يراوغ، ويتَّبع هواه - فلا حيلة