فيه، لكن تقام عليه الحجة؛
لئلا يقال: ما بلغني شيء!! تقام عليه الحُجة. وأما الهداية فهي بيد الله جل وعلا،
والله حكيم لا يضع الهداية إلا فيمن يستحقها، وهو أعلم بالمهتدين.
﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن
يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾
[القصص: 56]، ﴿إِنَّ
رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ
بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القلم: 7].
فهو
يعلم من يستحق الهداية فيهديه. ومَن لا يستحقها فلا يهديه، وإنما يتركه لهواه،
وأمامه الجزاء والحساب، ما يُترك ويُهمَل، وإنما يُستدرج ثم يموت، ثم يواجه حسابه
عند الله سبحانه وتعالى.
فالذين
لا يريدون الهدى ولا يريدون الحق - تجدهم دائمًا يراوغون،
إذا أتيته من هنا راح من هنا؛ لأنه لا يريد الحق، فأنت لا تملك له الهداية. وهذا
مستمر في الناس إلى عهدنا الآن وإلى ما شاء الله.
فتجد
الذين لا يريدون الحق مهما أقمت عليهم من الأدلة والبراهين، فإنهم لا يقتنعون بها
ويستلجون بأهوائهم، هذا شيء مشاهد وواقع في الناس.
وأما
الذين يريدون الهداية ويحبونها، فإنهم يفرحون بالحق ويتبعونه، من أول ما يسمعونه؛
لأن هدفهم الحق، فإذا عَرَفوه قَبِلوه.
وفي قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ﴾ [البقرة: 258]، تكذيب لقاعدة الفلكيين الآن، الذين يقولون إن الشمس ثابتة، وإن الأرض هي التي تدور عليها ([1]).
([1])أقرَّ الفلكيُّون مؤخرًا أن الشمس ليست ثابتة وإنما هي أيضًا تتحراه؟