×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

والله قال: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ، الشمس هي التي تأتي، يأتي بها الله جل وعلا في الفلك، تدور على الأرض، والأرض ثابتة. هذا ما يقرره القرآن الكريم.

وأما النظريات الحديثة فهي لم تُبْنَ على علم، وإنما تخرّصات، ظنوا أنهم عَرَفوا كل شيء، وهم لم يعرفوا إلا القليل، قال الله تعالى: ﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا [الإسراء: 85].

وهذا شيء واضح، أننا نرى الشمس تأتي من المشرق ثم تغرب من المغرب، هذا واضح للعِيان، لا يكابر إلا إنسان يريد هواه فقط. هذا شيء واضح.

هذا واحد من الطواغيت.

الثاني: في قوله تعالى: ﴿أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ [البقرة: 259]، واختلف المفسرون في هذا الذي مرَّ على القرية.

والمشهور أنه كافر ينكر البعث. وهذا هو ظاهر الآية، أنه ليس بمؤمن وأنه كافر ينكر البعث، فهو مثل النمرود الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه.

ومن العلماء من يقول: إنه مؤمن وإنه نبي. وربما قالوا: إنه عُزَيْر. وقال هذا، لا إنكارًا للبعث وإنما هو من باب التعجب من قدرة الله جل وعلا، لا أنه ينكر البعث.

ولكن القول الأول هو المشهور، وهو الظاهر من السياق.

ولا دليل على أن الذي قال: «هو نبي» إلا من الإسرائيليات. الإسرائيليات لا يعتمد عليها في تفسير كلام الله عز وجل.

﴿مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ: القرية محل الاجتماع، من التقري وهو الاجتماع، ومنه سُمي القرآن قرآنًا؛ لأنه مجموع من سور وآيات وحروف. فالقرية يراد بها الناس المجتمعون.


الشرح