أخرج
هذه الأشياء من الأرض، من غير تعب منك، هو الذي خلقها في الأرض ودَلَّك عليها،
وسَهَّل لك طريق الحصول عليها، كل الفضل من الله عز وجل.
ولهذا
قال: ﴿وَمِمَّآ
أَخۡرَجۡنَا﴾ [البقرة: 267] لست أنت الذي
أخرجته، فالله هو الذي أخرجه ﴿وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ﴾
[البقرة: 267] من حبوب وثمار ومعادن وركاز... وغير ذلك، كل ما يخرج من الأرض.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ﴾
[البقرة: 267] يعني: لا تقصدوا الخبيث، وهو الرديء الخبيث.
لَمَّا
أَمَر الله أن ننفق من طيبات ما كسبنا، ومما أخرج لنا من الأرض؛ نهانا أن نقصد
الخبيث، سواء كان مما كسبنا، أو كان مما خرج لنا من الأرض. الخبيث يشمل الخبيث في
ذاته - كالرديء - ويشمل الخبيث في كسبه كالمحرمات، ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ﴾
محرمًا كان أو رديئًا. ولكن ظاهر الآية - والله أعلم - أنها تقصد الرديء.
﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ﴾
يعني الرديء؛ لأن بعض الناس أو كثيرًا من الناس إذا تَغَلَّبَ على نفسه وأراد أن
يتصدق، فلا تسمح نفسه بأن يُخرج من الجيد، بل يُخرج من الرديء الذي تعافه نفسه أو
لا ترغب فيه، فيُخرجه لله عز وجل.
الصدقة
هذه لوجه الله عز وجل، وبالتالي هي ترجع إليك، والله غني عنها، لكن الله من فضله
أنه ينميها لك، ويحفظها لك، ويجازيك عليها ويضاعفها.
﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ﴾ أي: الرديء من الأشياء ﴿مِنۡهُ تُنفِقُونَ﴾ [البقرة: 267] قال الله عز وجل: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران: 92]،