×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ﴿جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَابٖ ليست نخيلاً فقط ولا أعنابًا فقط، بل من نخيل وأعناب، منوَّعة، وهذا أحسن ما يكون، التنوع في البستان من أحسن ما يكون.

ثم إضافة إلى ذلك ﴿تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ [البقرة: 266] من تحت الأشجار أو من تحت الجنة. والأنهار هي المياه العذبة التي تسقيها وتكسبها نضرة وطيبًا ومنظرًا حسنًا.

﴿لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ [البقرة: 266].

وَصَف هذه الجنة بصفات:

أولاً: فيها نخيل وأعناب.

ثانيًا: تجري من تحتها الأنهار.

ثالثًا: له فيها من كل الثمرات. فدل على أن فيها أشجارًا غير النخيل والأعناب، ﴿لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ [البقرة: 266] مختلف الأشجار، ولكنه خص النخيل والأعناب لأنهما أطيب الأشجار.

فهذه جنة اجتمعت فيها المحاسن، وتكاملت أوصافها، لكن هناك آفة ستعرض لصاحبها تكدر هذه النعمة؛ ﴿وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ [البقرة: 266] هَرَمٌ، صار يعجز عن الكسب. والإنسان بحاجة إلى النفقة عند الكِبَر؛ لأنه يعجز عن الكسب، فإما أن يكون له مال ينفق منه، وإما أن يقوم عليه من ينفق عليه في حال الكِبَر.

﴿وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وهذا شيء لا مفر منه، الإنسان إما أن يموت مبكرًا، وإما أن يعيش فيدركه الهرم، لا منجاة له من هذا، إما موت عاجل، وإما هرم وكبر يكدر حياته عليه. فالدنيا لا تصفو لأحد.

﴿وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ هذه واحدة.


الشرح