×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الثانية: ﴿وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ [البقرة: 266] هو ضعيف، وله ذرية ضعفاء يحتاجون إلى من يقوم عليهم وهو قد هرم وعجز.

الثالثة: هذه الجنة أصابها إعصار، هذه الجنة تلفت وهو في هذه الحالة ضعيف، كبير السن، له ذرية ضعفاء، احترقت جنته، ماذا تكون حاله؟!

هذا مَثَل ضربه الله عز وجل للأعمال الصالحة، أنها قد يصيبها ما يتلفها على صاحبها.

فليحذر الإنسان، هذا مثل ضربه الله ليوضح لكم الخطر الذي أمامكم، حتى ولو كنتم في أَسَرِّ حال، وأهدأ بال، وأهل نعمة ومال وثروة، لا تأمنوا مما يحصل في المستقبل.

﴿وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةٞ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ [البقرة: 266] الإعصار هو العاصف الشديد الذي يثور من الأرض، يثير الغبار من الأرض، ثم يعلو في السماء كالعمود، وقد يكون يثير سحابًا أيضًا، يثير السحاب، فهذا هو الإعصار، يكون فيه غبار ويكون فيه قوة يحطم ما مر عليه، من شدته، مرَّ على هذه الحديقة.

و ﴿فِيهِ نَارٞ [البقرة: 266] قد يكون فيه نار من السماء تنزل مع الإعصار هذا، فتحرق ما تصيب، فهو إعصار قوي يحطم ما أمامه، وفيه نار أيضًا، كأن يكون فيه صواعق أو رعود كما هو مشاهد الآن، تسمعون عن الإعصار الذي مر في أمريكا هذه الأيام، وماذا خَلَّف من الخسائر العظيمة في الأرواح والأموال والبلدان، إعصار واحد فكيف لو سَلَّط الله الريح كما سلطها على قوم عاد؟! الريح العقيم والعياذ بالله.

﴿فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارٞ فِيهِ نَارٞ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ [البقرة: 266] احترقت أشجارها وثمارها فأصبح هذا المسكين في حيرة من أمره، ليس له قوة يكتسب


الشرح