×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿وَإِن تُبۡتُمۡ [البقرة: 279] تبتم عن الربا وتركتموه، ﴿فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ [البقرة: 279] واتركوا الزيادة، أما رءوس أموالكم فخذوها، فاسترجع من المَدين رأس مالك فقط، فإذا أقرضته قرضًا بزيادة؛ فإن لك أن تسترجع رأس مالك فقط وتترك الزيادة.

والقروض الربوية لا يجوز أخذ مكاسبها وزياداتها، لا يجوز للمسلم، يجب عليه أن يتركها، بل يجب أن يأخذ رأس ماله. لا يقول: «اتركوا كل أموالكم» لا، ﴿وَلَا تُظۡلَمُونَ [البقرة: 279] لا تَظلموا المَدينين؛ تأخذون منهم زيادة بغير حق، ﴿وَلاَ تُظْلَمُونَ [البقرة: 279] فتُحْرَموا من رءوس أموالكم. هذا هو العدل من الله سبحانه وتعالى.

﴿لَا تَظۡلِمُونَ [البقرة: 279] الناس ﴿وَلَا تُظۡلَمُونَ [البقرة: 279] بأن تُمْنَعوا أخذ رءوس أموالكم. فالذي له معاملة ربوية فإنه يجب عليه أن يأخذ رأس ماله فقط، ويترك الزيادة الربوية.

لكن يَرِد سؤال: وهو أن الإنسان إذا كان يرابي ويأخذ الربا، وتُجْمَع عنده أموال من الربا، ثم تاب إلى الله؛ فماذا يصنع بهذه الأموال الربوية التي قبضها؟

يتخلص منها، الفتوى على أنه يتخلص منها، بأن يضعها في مشاريع للعامة لعامة الناس، يضعها في مشاريع تنفع الناس، ولا يعود إلى أخذ الربا، إنما فَعَل هذا من باب التخلص.

أما من يقول: أنا أتعامل بالربا ولا آخذه ولا أدخله في مالي، أنا أتصدق به.

فنقول: لا، هذا حرام، لا يجوز لك.


الشرح