لكن
الفتوى فيمن اجتمع عنده مال من الربا وتاب إلى الله؛ هذا إذا
كان قبضه، فهذا يتخلص منه بوضعه في مشاريع تنفع عامة الناس، كالمال الضائع الذي
ليس له مالك، فهذا يُصْرَف في المصالح العامة، مع توبة صاحبه إلى الله وعدم
العَوْد إليه. ولا يقول: أنا أستثمر الربا، والفوائد أضعها في المشاريع! نقول: لا،
هذا حرام عليك. أما إذا كان ما قبضه فالله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا
بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 278- 279] ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ﴾ [البقرة: 280] أي: وإن كان المَدين معسرًا ولا يستطيع
السداد.
كانوا
في الجاهلية إذا حل الدَّين ولم يستطع السداد؛ قالوا: نَزيده عليك ونجعل له أجلاً
آخر، نفسح في الأجل ونَزيد عليك في الفائدة!! هذا ربا الجاهلية قَلْب الدَّين على
المعسر، هذا ربا الجاهلية. إذا أعسر المَدين قالوا: لا بد أنك تسدد، وإلا نَزيد
عليك المال ونَزيد في الأجل. الله حَرَّم هذا، قال: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ﴾ [البقرة: 280] لا تَزد عليه المال مرة ثانية وتُحمِّله
ما لا يطيق.
﴿فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 280] إذا كان غريمك معسرًا لا يستطيع السداد،
فأنت بين أمرين:
الأمر الأول: إما أن تُنظره ﴿فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ﴾ بدون أن تأخذ زيادة. ﴿فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ﴾ فالمعسر يُنظر إلى أن يستطيع السداد.