هذا
إعلام من الله جل وعلا وإعلان منه للحرب على المرابين، فالمرابي محارب لله عز وجل،
محارب لله، ومَن حاربه الله هلك؛ لأن الله لا يغلبه شيء سبحانه وتعالى، ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾
[الفتح: 7].
يسلط
عليهم جنوده إما الظلمة والجبابرة. وإما أن يسلط عليهم ما يتلف أموالهم في البر أو
في البحر من النكبات. وإما أن يسلط عليهم الأمراض الفتاكة في أبدانهم. أو يسلط
عليهم الأمراض في أموالهم تصاب بالأمراض زروعهم وحروثهم والآفات، يصابون بالقحط
والجدب وحبس الأمطار، يصابون بمصائب يسلط الله عليهم جنوده سبحانه وتعالى، يسلط
عليهم الدول الكافرة تجتاحهم؛ لأن الله جل وعلا يسلط عليهم سائر الجنود.
هل
يستطيع الإنسان أن يحارب الله؟ ماذا معه يحارب الله به؟ ليس معه شيء، حتى ولو كان
من أقوى الملوك وعنده من الأسلحة والجنود الشيء العظيم؛ فإنه لا يقدر على محاربة الله!!
أين
فرعون وجنوده وجبروته أمام جنود الله سبحانه وتعالى ؟ جنود الله الملائكة، كل
المخلوقات جنود الله سبحانه وتعالى ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾
[الفتح: 7] فأين فرعون وجنوده؟ أين عاد وثمود؟ أين... أين...؟ أين من قالوا: ﴿مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا
قُوَّةًۖ﴾ [فصلت: 15] ؟ اغتروا
بقوتهم، ﴿أَوَ
لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ﴾ [فصلت: 15]، ﴿فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ﴾
[البقرة: 279].
وأنتم تشاهدون وتسمعون الآن الكوارث والحروب وانحباس الأمطار، القحط والجدب، موت الأشجار وموت الزروع، وغور الآبار والمياه، كل هذا من حرب الله للمرابين والعصاة؛ لأنهم محاربون لله سبحانه وتعالى.