×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

أما الذي يعترف بتحريمه ويغلبه حب المال فيرابي؛ فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، من أشد كبائر الذنوب، وهو كافر بنعمة الله عز وجل، ومُعرَّض للوعيد الشديد. فالربا خطر عظيم جدًّا.

و﴿ٱلۡأَثِيمِ [الدخان: 44] معناه: كثير الإثم؛ لأن المرابي إثمه كثير، ليس قليلاً، لماذا؟ لأن أكل الربا كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، وإثمها عظيم.

وفي هذه الآية أن الله جل وعلا يُبغِض المرابين، يُبغِضهم ولا يحبهم. ومعنى هذا أنه يحب المتصدقين والمنفقين.

فالله جل وعلا يوصف بأنه يحب، يحب الأعمال الصالحة ويحب الصالحين، ويُبغِض الأعمال السيئة ويُبغِض العصاة، من الكفار والمنافقين والفاسقين.

فهو يحب ويبغض سبحانه وتعالى، فالحب والبغض صفتان من صفاته الفعلية تليقان بجلاله، ليس كحبِّ المخلوق ولا كبغض المخلوق.

ثم قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [البقرة: 277].

لماذا أدخل الله هذه الآية وذَكَرها بين آيات الربا؟

لأن المؤمن يمنعه إيمانه من الربا؛ لأنه يؤمن بوعد الله ووعيده: فإذا كان إيمانه قويًّا فإن ذلك يمنعه من الربا. أما إن كان إيمانه ضعيفًا فإنه لا يمنعه من الربا وبقية الكبائر. ولذلك المعاصي تُنقص الإيمان، والطاعات تَزيد في الإيمان.

﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ عملوا الأعمال الصالحات، وهي كثيرة،


الشرح