×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فالذي يعمل الصالحات يتجنب السيئات، لا يجمع بين المتضادات. الذي يعمل الصالحات ويحبها ويرغب فيها - يتجنب السيئات ومِن أعظمها الربا.

﴿وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ [البقرة: 277] فالذي يحافظ على الصلاة ويقيمها يمتنع من الربا؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ [العنكبوت: 45] والربا من أعظم الفحشاء ومن أعظم المنكر، فالصلاة تمنعه.

﴿وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ [البقرة: 277] لأن الزكاة قرينة الصلاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام. فالذي يؤتي الزكاة لا يأخذ الربا؛ لأنه يعطي ويتصدق فلا يأخذ الربا، فإعطاؤه الزكاة يدرِّبه على فعل الخير وعلى ترك الحرام، الزكاة طُهْرة ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم [التوبة: 103]، فالزكاة تطهر المال وتطهر المزكي، تطهره ومن جملة ما تطهره منه التعامل بالربا.

فإن كان يصلي ويرابي، فهذا دليل على أنه لم يقم الصلاة، وإن كان يصلي فإنه لم يقم الصلاة على المطلوب وإنما يصلي صورة.

أما الذي يقيم الصلاة حقيقة كما شرعها الله، فإنها تنهاه عن المراباة.

وكذلك الذي يعطي الزكاة، هذا تطيب نفسه بالمال ولا يكون شحيحًا جَموعًا. وإنما الزكاة تدرِّبه على فعل الخير والإنفاق، فلا يُتصور منه أن يأخذ الربا.

قال الله عز وجل: ﴿لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ [البقرة: 277] لهم أجرهم عند مَن؟ ﴿عِندَ رَبِّهِمۡ [البقرة: 277] أجرهم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. ومَن الذي تكفَّل به؟ هو رب العالمين الذي لا يضيع لديه عمل عامل.


الشرح