﴿لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ﴾ [البقرة: 277] هذه واحدة.
﴿وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ﴾
[البقرة: 277] الخوف يكون من المستقبل. هذه الثانية.
الثالثة:
﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 277] والحزن على الشيء الفائت.
فهم
لا خوف عليهم من المستقبل لا في الدنيا ولا في الآخرة. بخلاف المرابي فإن الخطر
محدق به في الدنيا والآخرة، فهو واقع في الخوف والعياذ بالله.
أما
هؤلاء المتصفون بهذه الصفات الكريمة، فإنهم لا يخافون من المستقبل، واثقون بالله
جل وعلا، يُحْسِنون الظن بالله عز وجل، والله عند حسن ظن عبده به، مع فعلهم لأسباب
السعادة؛ آمنوا، وعملوا الصالحات، وأقاموا الصلاة، وآتَوا الزكاة، فهم بذلوا
الأسباب أسباب السعادة.
الله
جل وعلا لا يضيع أعمالهم ولا يقلل من أجورهم، بل يضاعفها أضعافًا كثيرة، ويؤمنهم
من الخوف، يؤمنهم من الخوف إذا خاف الناس، هم يكونون في أمن في الدنيا والآخرة،
ولا يحزنون على ما أصابهم وما فاتهم؛ لأنهم واثقون بالله ويعلمون أن ما شاء الله
كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصابهم من شيء إلا بقضاء الله وقدره، فهم لا يحزنون
مما أصابهم، ﴿وَلَا
خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾
[البقرة: 277]
ثم
أعاد سبحانه وتعالى التحذير من الربا وأَمَر بتركه، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا
بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾
[البقرة: 278].
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾
لماذا خاطب المؤمنين؟ لأنهم هم الذين يُصغون لنداء الله، ويمتثلون أمره، ويجتنبون
نهيه.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ﴾ [البقرة: 278].لماذا جاء بكلمة ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ ولم يقل: «يا أيها الذين آمنوا، ذروا ما بقي