×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

من الربا»؟ قَدَّم لذلك بمقدمة، وهي قوله: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ، فإن الذي يتقي الله يمتثل أوامر الله.

والتقوى معناها في اللغة: أن تتخذ وقاية تقيك مما تكره، وقاية بينك وبين ما تكره.

وأما في الشرع: فالتقوى هي فعل أوامر الله جل وعلا وتَرْك نواهيه؛ طمعًا في ثوابه وخوفًا من عقابه.

﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ بفعل أوامره وترك نواهيه. ومِن أعظم نواهيه بعد الشرك أَكْل الربا.

﴿وَذَرُواْ [البقرة: 278] أي: اتركوا ﴿مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ [البقرة: 278]، سبق في قوله تعالى: ﴿فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ [البقرة: 275]، الذين كانوا يتعاملون بالربا في الجاهلية ثم نزل القرآن بتحريم الربا - فمن تَرَك الربا فإن الله يغفر له ما أكله من الربا قبل أن ينزل تحريمه فإن الله يغفر له، ﴿فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ يعفو الله عما سلف ﴿وَمَنۡ عَادَ [البقرة: 275] إلى أخذ الربا بعد تحريمه ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 275] والعياذ بالله. وفي هذه الآية: ﴿وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ [البقرة: 278] ما بقي من الربا في ذمم الناس، ما بقي لكم من الربا في ذمم الناس. أما ما قبضتموه عن جهل وقبل نزول التحريم فهذا عفا الله عنه، له ما سلف. أما من تاب من الربا والتعامل به، لكن له ربًا في ذمم الناس، فإن الله أَمَر بتركه وعدم أخذه، عدم أخذه ممن هو في ذمته، ﴿وَذَرُواْ مَا بَقِيَ لكم في ذمم الناس ﴿مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ [البقرة: 278] الذي تعاملتم به قبل أن ينزل تحريمه، اتركوه ولا تأخذوه، ﴿وَذَرُواْ [البقرة: 278] أي: اتركوا


الشرح