المرأة
سريعة النسيان، ربما تنسى ما شهدت به، فإذا كان معها امرأة أخرى ذَكَّرتها.
﴿أَن تَضِلَّ﴾
يعني: تنسى. المراد بالضلال هنا النسيان.
﴿أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ﴾ [البقرة: 282] بأنكِ قد شهدتِ على كذا وكذا، وأنا معك
شهدتُ. فتُذكِّرها بذلك، عند ذلك تتذكر.
﴿وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ﴾ [البقرة: 282] هذا من آداب الشهود، الله ذَكَر لنا آداب
الكاتب، ثم ذَكَر هنا آداب الشهود.
﴿وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ﴾،
كما قال: ﴿وَلَا
يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ﴾
[البقرة: 282].
قال:
﴿وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ
إِذَا مَا دُعُواْۚ﴾ [البقرة:
282] إذا دُعُوا لتَحَمُّل الشهادة، لا يأبَوا؛ لأن هذا فيه إعانة على ضبط الحقوق.
وكذلك لا يأبَوا إذا طُلبوا لأداء الشهادة بعد ما تَحَمَّلوها.
﴿وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ﴾
تَحمُّل الشهادة، ﴿وَلَا
يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ﴾ أداء
الشهادة التي تَحمَّلوها إذا طُلبوا؛ لأنهم إن أبَوا أن يؤدوا الشهادة فقد كتموها،
والله جل وعلا قال في آخر الآيات: ﴿وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ
قَلۡبُهُۥۗ﴾ [البقرة: 283].
فمَن
تَحمَّل شهادة فإنَّه يؤديها إذا طُلبت منه. أما إذا لم تُطلَب منه، فإنه لا يتقدم
بها إلا إذا رأى أن الحق سيضيع، فإنه يشهد لئلا يضيع الحق. أما ما دام هناك غيرُهُ
فإنه في عافية.
﴿وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ﴾ [البقرة: 282] هذا من آداب الشهداء، أنهم لا يأبَون التحمل، ولا يأبَون الأداء إذا طُلبوا لذلك.