﴿فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ
سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ﴾ [البقرة: 282] وهذا كالأخرس مثلاً، والذي لا ينطق
باللغة العربية، لغته أعجمية، أو بالعكس، لغته عربية والمقام مقام لغة أخرى. هذا
لا يستطيع أن يملي، يقوم وليُّه مقامه، ووليُّه وكيله أو قريبه.
﴿فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ﴾
[البقرة: 282] كما أن الله أوصى الإنسان أن يملي بالعدل. كذلك الوليُّ الذي يتولى
على السفيه أو على الضعيف أو على العاجز - يجب عليه أن يعدل، فيملي الحقَّ كاملاً
ولا يبخس منه شيئًا؛ لأنه مؤتمن ويقوم مقام العاجز عن الإملاء، فلا يملي شيئًا غير
صحيح؛ لأنه أمين مؤتمن، ﴿فَلْيُمْلِلْ
وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ﴾.
هذا
هو التوثيق الأول: الكتابة وآدابها، والاعتراف والإقرار وآدابه.
التوثيق
الثاني: الإشهاد، ما تكفي الكتابة، لابد من الإشهاد على الدَّين
المكتوب.
﴿وَٱسۡتَشۡهِدُواْ﴾
[البقرة: 282] أي: اطلبوا الشهادة.
﴿وَٱسۡتَشۡهِدُواْ﴾
يعني: اطلبوا مَن يشهد.
كم
نطلب؟ شهيدين اثنين ﴿وَٱسۡتَشۡهِدُواْ
شَهِيدَيۡنِ﴾ [البقرة: 282].
﴿مِنْ رِجَالِكُمْ﴾
[البقرة: 282] لا من الصغار، بل من البالغين العقلاء، ﴿وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ [البقرة: 282]، ولا من الكفار أيضًا.
﴿مِن رِّجَالِكُمۡۖ﴾هذا
خطاب للمؤمنين. فيُشترط في الشهود أن يكونوا مسلمين، فلا تُقبل شهادة الكافر على
مسلم إلا في مسألة الوصية في السفر كما في آخر سورة المائدة، إذا لم يكن موجودًا
إلا الكافر، فإنه تُقبل شهادته للضرورة.
﴿وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ﴾ [البقرة: 282] يعني: لا يكونون صغارًا