فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ
أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46]، فأنت تعمل لنفسك: إن خيرًا وإن شرًّا، ووقت
العمل هو في هذه الحياة الدنيا والعمر الذي أعطاك الله، هو أعطاك الاختيار وأعطاك
المدَّة والمهلة والإمكانيات لتعمل لنفسك، فإن عملت خيرًا وجدته عند الله مضاعفًا،
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا اللهُ سبحانه
وتعالى.
أما
إذا عملت السيئات فأنت تحمِّل نفسك ولا أحد ينفعك يوم القيامة، لا صلاح أبيك ولا
أمِّك ولا صلاح أخيك، ولا أحد ينفعك، ﴿لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡٔٗاۖ﴾
[الانفطار: 19] كلٌّ مرهون بعمله، ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾
[المدثر: 38] محبوسة بعملها، فلا أحد ينفعه أحد يوم القيامة، لا ينفعك إلا عملك
ولا يضرك إلا عملك، لا تحمل سيئات الآخرين ولا يُؤْخذ شيءٌ من حسناتك، ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ
وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ﴾ [الأنعام:
164].
كلٌّ
محاسب بعمله، فلا تتَّكل على أعمال الصالحين وأعمال أجدادك وآبائك، وتظن أنهم
ينفعونك يوم القيامة. لا، أو أنهم يخلِّصونك من السيئات يوم القيامة. لا، أبدًا؛ ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا
كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر:
38]، ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ
خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ عَمَّا
كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة:
134].
فالذين
يتعلقون بالصالحين والأولياء ويظنون أنهم ينفعونهم، أو يقول: أنا مِنْ بيت الرسول
أو من قرابة الرسول. ويظن أن هذا يكفيه وأنه سيدخل الجنة. لا، ما ينفعك، أبو لهب
عمُّ الرسول ومع هذا هو في النار، أبو لهب عمُّ الرسول صلى الله عليه وسلم ومع هذا
أنزل الله فيه قولَهُ تعالى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١ مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ ٢