×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِيۖ [المائدة: 110] هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، أنه إذا كَلَّم الميت تكلم الميت، أجابه الميت، إذا كَلَّم الميت في قبره فالميت يكلمه ويَرُد عليه. هذه من معجزات عيسى عليه السلام.

﴿وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ [البقرة: 253] أي: بينات دالة على صدقه، ﴿وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ[البقرة: 253] وهو جبريل عليه السلام.

﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم [البقرة: 253]: أي: لو شاء الله ما حصل قتال في بني آدم وسفك دماء، ولكن الله شاء ذلك كونًا وقدرًا، وما شاءه لا بد أن يقع وله سبب، هذا القتال وسفك الدماء له سبب من قبل الخلق، هم الذين قاموا بالسبب، فعاقبهم الله عز وجل، وسَلَّط بعضهم على بعض.

﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ [البقرة: 253] أي: جاءتهم الرسالات والكتب، فكان الواجب عليهم أن يتبعوا الرسول، وأن يتبعوا الكتاب، وحينئذٍ لا يحصل بينهم نزاع ولا قتال.

﴿وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ [البقرة: 253] هذا هو السبب، السبب الذي أوجد القتال بينهم هو اختلافهم، فالاختلاف شر وعذاب؛ ولهذا حَذَّر الله عز وجل، حَذَّرنا من الاختلاف، وأَمَرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع الكتاب والسنة: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ[آل عمران: 105]، وحَذَّرنا من الاختلاف، وإذا اختلفنا فالاختلاف من طبيعة البشر؛ ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ


الشرح