×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ [هود: 118، 119].

ولكن الخلاف يُحْسَم بالرجوع إلى كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا[النساء: 59].

فالاختلاف يحصل، ولكن الواجب أننا نرد الاختلاف إلى ما أنزل الله عز وجل، ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ[الشورى: 10]، نَرُد اختلافنا ونزاعنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يزول الاختلاف.

﴿وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ [البقرة: 253] هذا هو السبب.

﴿فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ [البقرة: 253] بالرسل، ﴿وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ [البقرة: 253] كَفَر بالرسل. هذا هو الاختلاف، صار بعضهم مؤمنين وبعضهم كفارًا. مع أن الواجب أن يكونوا كلهم مؤمنين، وهذا هو الذي سَبَّب القتال بينهم.

وقد أَمَر الله بقتال الكفار: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ [البقرة: 193].

القتال منه ما هو مشروع، وهو الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله.

ومنه ما هو ممنوع، وهو القتال؛ من أجل طمع الدنيا أو من أجل الرئاسة أو من أجل الهوى. هذا ممنوع. أما القتال لإعلاء كلمة الله فهذا مشروع.

﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ [البقرة: 253] فهذا بمشيئة الله. ولا يقع في


الشرح