×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 مُلْك الله شيء، ولا يحصل اختلاف، ولا يحصل قتال، ولا يحصل خير ولا شر - إلا وهو مُقدَّر من الله عز وجل.

والإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، نؤمن بالقدر خيره وشره.

ولا نحتجّ بالقدر على المعاصي والمخالفات.

وإنما نحتج به على المصائب التي ليس لنا فيها حيلة، نحتجّ بالقضاء والقدر، ونقول: قَدَّر الله، وما شاء فعل.

أما أفعالنا فلا نحتجّ بالقضاء والقدر، بل علينا التوبة إلى الله عز وجل، وعلينا الرجوع إلى الله، ولا نحتجّ. إذا عصى الإنسان يقول: هذا قضاء وقدر. هذا لا يجوز، بل إذا عصى يتوب إلى الله، ويرجع إلى الله عز وجل، والله يتوب على من تاب.

﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة: 253] إذا أراد الله شيئًا فلا بد أن يقع، وهذا بالإرادة الكونية.

*لأن الإرادة على قسمين:

إرادة كونية: مثل ما في هذه الآية. وهذه لا بد من وقوعها، إذا أراد الله شيئًا - قضاءً وقدرًا - فلابد أن يقع.

والنوع الثاني: إرادة شرعية دينية؛ مثل قوله تعالى: ﴿وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ [النساء: 27]، ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ [النساء: 26].

هذه إرادة شرعية، قد تقع وقد لا تقع؛ لأنها ترجع إلى أفعال العباد، فإن تابوا وآمنوا وقعت الإرادة الشرعية التي أرادها الله لهم. وإن أصروا على عنادهم وظلمهم وطغيانهم؛ فإنهم هم الذين اختاروا


الشرح