×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وهو جبريل عليه السلام.

وهنا يقول: ﴿وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ [البقرة: 253]. وروح القدس هو جبريل، كما قال تعالى: ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ [النحل: 102]. فروح القدس هو جبريل عليه السلام، أيد الله به عيسى عليه السلام.

﴿إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ [المائدة: 110] هذا من فضائله ومعجزاته عليه الصلاة والسلام، أنه كَلَّم الناس في المهد، ﴿فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا ٢٩ قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا ٣٠ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا ٣١ وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا[مريم: 29- 32]، ﴿تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ [المائدة: 110] في حال أنه في المهد، ويكلمهم إذا بلغ الكهولة، وهي مرحلة من العمر، يعني: يكلمهم في المهد كما يكلمهم وهو كبير.

﴿وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَۖ [المائدة: 110] كل هذه من فضائل عيسى عليه السلام.

﴿وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡ‍َٔةِ ٱلطَّيۡرِ بِإِذۡنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِيۖ [المائدة: 110] يَخلق صورة من الطين، ثم ينفخ فيها على صورة الطير، ثم تكون طيرًا بإذن الله عز وجل، هذه معجزة من معجزاته.

﴿وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ [المائدة: 110] وهو الذي وُلِد بدون بصر. الأكمه لا يمكن علاجه، عيسى عليه السلام إذا مسح عليه أبصر، هذا من معجزاته.

﴿وَٱلۡأَبۡرَصَ  البرص هو داء، مرض في الجلد، ليس له علاج عند الأطباء. عيسى عليه السلام إذا مسح على الأبرص شفاه الله وزال عنه البرص. هذه معجزة من معجزاته، ﴿وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِيۖ [المائدة: 110].


الشرح