ثم قال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ﴾ أي: المتصفون بهذه الصفات ﴿هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ﴾ الرُّشد: ضد الغي. فمَن اتصف بهذه الصفات فهو راشد. قال
سبحانه وتعالى: ﴿قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ﴾ [البقرة: 256]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن يَرَوۡاْ
سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ
يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ﴾
[الأعراف: 146].
ثم
قال: ﴿فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ
وَنِعۡمَةٗۚ﴾ [الحجرات: 8] أي: هذا الذي
حصل لهم إنما هو تَفَضُّل من الله، لا بحولهم ولا بقوتهم، وإنما الله هو الذي
وَفَّقهم لذلك.
وهذا
فيه: أن الإنسان لا يغتر بما هو عليه من الدِّين والعلم
والعبادة، بل يشكر الله على نعمته، ويعترف بأن هذا فضل من الله سبحانه وتعالى
عليه.
ثم
قال: ﴿عَلِيمٌ﴾ بمن يَصلح لهذا الفضل والنعمة ﴿حَكِيمٞ﴾ يضع الأمور في مواضعها، فلا يضع هذا الفضل والنعمة فيمن
لا يستحقها، وإنما يضعها فيمن يستحقونها.
***
الصفحة 18 / 676