الدرس التاسع والثلاثون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحۡلِفُونَ
لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚ أَلَآ
إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ١٨ ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ
أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ
١٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ
أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡأَذَلِّينَ ٢٠ كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ
قَوِيٌّ عَزِيزٞ ٢١ لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ
أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ
فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ
جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ
عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ
هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٢٢﴾
[المجادلة: 18- 22].
الشرح
ما
زالت الآيات في ذكر المنافقين، وما أَعَد الله لهم من الجزاء، وما يَلْقَونه يوم
القيامة.
والله
عز وجل إنما ذَكَر صفات المنافقين وقصتهم وكررها في القرآن لأمرين:
الأمر
الأول: أن يتوب مَن أراد الله له التوبة منهم من النفاق.
الأمر
الثاني: تحذير المؤمنين من النفاق، وتحذيرهم من الثقة
بالمنافقين، فهؤلاء قوم اتخذوا المخادعة والمراوغة، والكيد للمسلمين، والالتجاء
للكفار عندما يصيب المؤمنين شدة، ويظنون أنهم سيحمونهم وينصرونهم. فهم مذبذبون، لا
إلى الكفار ولا إلى المسلمين، يجعلون مع المسلمين يدًا، ويجعلون مع الكفار يدًا؛
لأنهم لا يثقون بالله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 676