الدرس الخمسون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ
أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن
كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٦ وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ
أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ٧ قُلۡ إِنَّ
ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ
إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ
٨ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا
نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ
وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٩ فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ
وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ
تُفۡلِحُونَ ١٠ وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ
لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ
خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ١١﴾ [الجمعة: 6- 11].
الشرح
لما
ذَكَر الله سبحانه وتعالى أن اليهود حُمِّلوا التوراة ثم لم يَحملوها، وشَبَّههم
بالحَمير تَحمل أسفارًا، وهم مع ذلك.
ومع
هذه المهانة والذِّلة، يَدَّعُون لأنفسهم الدعاوى العريضة الكبيرة، فيزعمون أنهم
يحبون الله وأن الله يحبهم، وأنهم أبناء الله وأحباؤه. وسَمَّوْا أنفسهم: «شعب
الله المختار»، وأن الناس خدم لهم.
فلما
كانوا يَدَّعُون أنهم أولياء لله دون غيرهم، تحداهم الله سبحانه وتعالى بهذه
الآية، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ﴾،
أي: دانوا بدين اليهود، ﴿إِن زَعَمۡتُمۡ
أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ﴾،
أنكم أبناء الله وأحبابه، وأن الجنة لكم دون غيركم، فادْعُوا على أنفسكم بالموت؛
لأجل أن تَصِلوا إلى هذه الكرامة!! فإن الحبيب يحب لقاء حبيبه، ومَن
الصفحة 1 / 676