الدرس التاسع عشر
قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ ٤٢ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ ٤٣ أ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا ٤٤ وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰ
٤٥ مِن نُّطۡفَةٍ إِذَا تُمۡنَىٰ ٤٦ وَأَنَّ
عَلَيۡهِ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰ ٤٧ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ ٤٨ وَأَنَّهُۥ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعۡرَىٰ ٤٩ وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ
٥٠ وَثَمُودَاْ
فَمَآ أَبۡقَىٰ ٥١ وَقَوۡمَ
نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ هُمۡ أَظۡلَمَ وَأَطۡغَىٰ ٥٢ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَةَ أَهۡوَىٰ ٥٣ فَغَشَّىٰهَا مَا غَشَّىٰ ٥٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ ٥٥ هَٰذَا نَذِيرٞ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلۡأُولَىٰٓ ٥٦ أَزِفَتِ ٱلۡأٓزِفَةُ ٥٧ لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ ٥٨ أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ ٥٩ وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ ٦٠ وَأَنتُمۡ
سَٰمِدُونَ ٦١ فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩ ٦٢﴾ [النجم: 42- 62].
الشرح
هذه
الآيات العظيمة من آخِر سورة النجم بَيَّن الله سبحانه وتعالى فيها جملة من أفعاله
وقدرته، هي محل النظر والاستدلال على عظمة الله سبحانه وتعالى، ووجوب عبادته وحده
لا شريك له، وهي من جملة ما ذكره الله في صحف إبراهيم وموسى، حيث ذَكَر جملة منها
تتعلق بالإنسان وأعماله وجزائه عند الله، ثم ذَكَر من أفعاله سبحانه وتعالى الدالة
على عظمته وقدرته واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له.
فقال سبحانه: ﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ﴾ أي: المصير، فلا أحد يفلت من الله عز وجل أو يهرب منه، فإن مرجع الجميع إليه، المؤمنون والكفار، والأبرار والفجار، كلهم مرجعهم إلى الله عز وجل، فيجازيهم بأعمالهم وتنتهي إليه كل الخلائق، إلى الله المصير والمرجع والمآب، فلا مهرب منه سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 676