الدرس الثالث والعشرون
قال
تعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ ١ عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ ٢ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ ٣ عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ ٤ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانٖ ٥ وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ يَسۡجُدَانِ ٦ وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ ٧ أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ ٨ وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ
٩ وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ ١٠ فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ ١١ وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ ١٢ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ كَٱلۡفَخَّارِ ١٤ وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ ١٥ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٦﴾ [الرحمن: 1- 16].
الشرح
هذه
سورة عظيمة، ذَكَر الله عز وجل فيها من نعمه التي أنعم بها على عباده - الشيء
الكثير، وسماها، والآلاء هي: النِّعم ([1]).
افتتحها الله عز وجل باسم من أسمائه، متضمن لما ذَكَر فيها من النعم ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ﴾
[الرحمن: 1] و ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ﴾:
اسم من أسمائه سبحانه وتعالى، متضمن للرحمة، وهي صفة من صفاته عز وجل.
ثم
بدأ بذكر أعظم النعم، وهي: تعليمه القرآن، ﴿عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ﴾
[الرحمن: 2]، الذي هو كلامه سبحانه وتعالى، أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه
وسلم، وعَلَّمه رسولُه لأمته، وأمتُه تناقلته جيلاً بعد جيل، يتعلمون هذا القرآن.
وقد يَسَّر الله سبحانه وتعالى تعلم القرآن، فصار يتعلمه الكبير والصغير، والعربي والعجمي، والذَّكَر والأنثى، ولا يجدون مشقة في تعلمه وحفظه.
الصفحة 1 / 676