الدرس السادس
قال
تعالى: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا
تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ ١٦ إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ
وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧ مَّا يَلۡفِظُ مِن
قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١٨ وَجَآءَتۡ
سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ ١٩ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ ٢٠ وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ ٢١ لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ
غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ ٢٢ وَقَالَ
قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ٢٣ أَلۡقِيَا
فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ ٢٤ مَّنَّاعٖ
لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٖ مُّرِيبٍ ٢٥ ٱلَّذِي جَعَلَ
مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَأَلۡقِيَاهُ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ ٢٦
۞قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُۥ وَلَٰكِن
كَانَ فِي ضَلَٰلِۢ بَعِيدٖ ٢٧ قَالَ لَا
تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ ٢٨ مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّٰمٖ
لِّلۡعَبِيدِ ٢٩﴾
[ق: 16- 29].
الشرح
بعد
أن ذَكَر الله سبحانه وتعالى موقف المكذبين ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم،
والمكذبين بالبعث والنشور، والمكذبين للقرآن الكريم، ورَدَّ عليهم بالبراهين
الواضحة التي تُبْطِل قولهم، ولم يستطيعوا الإجابة عنها، ولن يستطيعوا ذلك؛ بَيَّن
سبحانه وتعالى في هذه الآيات مصير هذا الإنسان الذي هذه مواقفه من الرسل ومن الكتب
ومن الإيمان بالبعث والنشور.
فقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ﴾
[ق: 16] هل أحد يقول: «لا، أنت لم تخلقني»؟ لا أحد يستطيع هذا، قال سبحانه وتعالى:
﴿أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ
٣٥ أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل
لَّا يُوقِنُونَ ٣٦﴾
[الطور: 35، 36].
فالإنسان
مخلوق ولا يستطيع أن ينكر ذلك، وإذا كان مخلوقًا فله خالق، وهذا الخالق لن يتركه
يعبث، ويتكبر ويتجبر ويُفسِد في الأرض.
الصفحة 1 / 676