الدرس الثاني والعشرون
قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ جَآءَ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ ٱلنُّذُرُ ٤١ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذۡنَٰهُمۡ
أَخۡذَ عَزِيزٖ مُّقۡتَدِرٍ ٤٢ أَكُفَّارُكُمۡ
خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ ٤٣ أَمۡ يَقُولُونَ نَحۡنُ جَمِيعٞ مُّنتَصِرٞ ٤٤ سَيُهۡزَمُ
ٱلۡجَمۡعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ ٤٥ بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ
وَأَمَرُّ ٤٦ إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٖ ٤٧ يَوۡمَ
يُسۡحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ ٤٩ وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۢ بِٱلۡبَصَرِ ٥٠ وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَآ أَشۡيَاعَكُمۡ فَهَلۡ مِن
مُّدَّكِرٖ ٥١ وَكُلُّ شَيۡءٖ
فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ ٥٢ وَكُلُّ صَغِيرٖ وَكَبِيرٖ مُّسۡتَطَرٌ ٥٣ إِنَّ
ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَنَهَرٖ ٥٤ فِي مَقۡعَدِ
صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۢ ٥٥﴾ [القمر: 41- 55].
الشرح
هذه
الآيات من آخر سورة ﴿ٱقۡتَرَبَتِ
ٱلسَّاعَةُ﴾، وهي كسابقاتها في بيان ما
أحل الله عز وجل بالمكذبين من الأمم الذين كَذَّبوا رسلهم، من العقوبات والهلاك.
وفي
ذلك: تسلية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما أصابه من
أذى قومه وتكذيبهم له.
وفيه:
تهديد لهؤلاء الكفار الذين آذَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبوه، ونسبوه
إلى الصفات الذميمة، في أن ما حل بالأمم السابقة سيَحُل بهم إن لم يتوبوا إلى الله
سبحانه وتعالى. والسعيد مَن وُعِظ بغيره.
وفيها:
تذكير للمؤمنين أيضًا في أن يَثبتوا على إيمانهم، ولو نالهم ما نالهم من الأذى،
فإنهم يصبرون كما صبر إخوانهم من المؤمنين السابقين، فكانت العاقبة لهم في الدنيا
والآخرة، وكانت العقوبة على مَن عاداهم في الدنيا والآخرة.
الصفحة 1 / 676