الدرس السادس والثلاثون
قال
تعالى: ﴿قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي
زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ
سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ١ ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا
هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ
وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ
لَعَفُوٌّ غَفُورٞ ٢ وَٱلَّذِينَ
يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ
رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ
بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ٣ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن
يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ
لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ
وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٤﴾
[المجادلة: 1- 4].
الشرح
هذه
السورة العظيمة تسمى سورة «المجادلة»، لِما ذكره الله فيها من حُكْم الظِّهار وما
يجب فيه، وفيها آداب المجالسة، وفيها الولاء والبراء من الكفار.
وسبب
نزول هذه الآيات: ما صح في الأحاديث أن امرأة أنصارية، اسمها
خَوْلة - أو: خُويلة - بنت ثعلبة، وزوجها أوس بن الصامت الصحابي الجليل، أخو
عُبَادة بن الصامت، رضي الله عنهما، وكان شيخًا كبيرًا، وكان لهما أولاد صغار،
فحصل بينها وبين زوجها أوس مشادة بالكلام، وكان رجلاً حادًّا وكبير السن، فقال
لها: «أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي».
وكان
الظهار في الجاهلية وفي أول الإسلام طلاقًا، فإذا ظاهر الرجل من امرأته فإنها
تُطلَّق منه.
الصفحة 1 / 676